الخميس، 10 مايو 2012

عاش نضال عاملي ديلي نيوز الكادحين


عمري ما تخيلت في يوم من الأيام إني أكتب تدوينة زي دي، ولا كنت أتخيل إني أصلا عاملة وكادحة وهييجي عليا اليوم اللي أنادي فيه بأبسط حقوقي المالية والأدبية في مكان اشتغلت فيه 20 شهر، وغيري اشتغلوا فيه سنين وسنين من عمرهم..

كنت دائما بأغطي المظاهرات العمالية اللي بيسموها فئوية بيطالبوا فيها بأبسط حقوقهم مع مستثمرين أخدوا حقوقهم وضيعوا عليهم شقى عمرهم، ناس غلبانة على قدها بكافح عشان 100 جنيه زيادة في مرتبهم، النهاردة اكتشفت انك في مصر مش فارقة انت عامل بسيط ولا خريج جامعة أمريكية، صنايعي ولا صحفي، بتفك الخط بالعافية ولا بتتكلم انجليش لانجويج كويس جدا (مع احترامي للعمال اللي على عيني ورأسي من فوق).... كلنا في هذا البلد مطحونون طالما بنعمل بأجر في بلد لا تضمن للعمال أبسط حقوقهم القانونية، 
وبتطبطب على مستثمرين بيمصوا دم العاملين...

ندخل في موضوعنا، شركة طويلة عريضة اسمها الشركة المصرية للخدمات الإعلامية المحدودة، مالكة لجريدة ديلي نيوز إيجيبت، أول صحيفة مصرية مستقلة ناطقة باللغة الإنجليزية..

45 موظف من صحفيين ومصممين جرافيك ومسئولين تسويق وميبعات وخدمة عملاء ومحاسبين وفراشين، اتقطع عيشهم بين يوم وليلة ودفعوا تمن إدارة سيئة للشركة وفلوسها..

بعد 7 سنين من العمل المضني اللي من خلاله بنت الجريدة سمعة محلية وعالمية غير مسبوقة في وقت قصير مع فريق عمل من أفضل الصحفيين المصريين وأكثرهم حرفية، مجموعة المستثمرين في يوم وليلة قالولنا مع السلامة الشركة بتفلس ملكوش عندنا حقوق ولا مكافآت نهاية خدمة وكويس قوي اننا بندفعلكوا مرتباتكم!!

المستثمرين شايفين اننا احنا اللي افشلنا الجريدة في حين ان كل القراء والمتابعين شايفين ان ديلي نيوز هي أفضل مصدر للأخبار الموثوقة باللغة الإنجليزية في مصر...

المستثمرين اللي استخدموا أسوأ خطة عمل لإدارة جريدة، المستثمرين اللي عمرهم ما حاولوا يبتكروا أي أفكار للتوسع في الشغل، المستثمرين اللي خلونا نشتغل بأقل مرتبات للصحفيين في السوق، المستثمرين اللي عمرهم ما فكروا ينشئوا قسم للتواصل الاجتماعي واستغلال الفضاء الاليكتروني في الترويج للجريدة جايين يقولولنا احنا اننا معملناش اللي علينا...

الصحفيين اللي اشتغلوا بكل كد وتعب لمدة سبع سنين عملوا موقع اليكتروني من لا شيء، انشئوا بمجهوداتهم الخاصة صفحات على فيسبوك وتويتر اجتذبت عشرات الآلاف من المتابعين، الصحفيين دول وصل بيهم الحال انهم بيطلعوا جريدة يومية ب3 صحفيين بس عشان مفيش فلوس نجيب صحفيين زيادة!!

مش المفروض ندافع عن نفسنا ونقول عملنا إيه، بس لازم نوضح للكل اننا مش هنسمح لأي حد إنه ينال من سمعتنا المهنية اللي تعبنا جدا عشان نبنيها...

واللي زاد وغطى هي محاولات المستثمرين لوى أذرعنا بعد ما قررنا رفع قضية في مكتب العمل للحصول على حقوقنا المادية، رفضوا صرف مرتبات شهر أبريل بحجة اننا مش راضيين نسلمهم كلمات المرور الخاصة بحسابات الفيسبوك وتويتر على الرغم من وجود كلمات المرور على نظام التشغيل الخاص بشبكة الشركة، واضطررنا للذهاب لأقسام البوليس والبهدلة هناك عشان نسجل المهانة اللي اتعرضنا ليها من مستثمرين مستكترين علينا حتى حقنا في آخر مرتب لينا...

في النهاية، مهما حاولت ومهما قلت، عمري ما هنسى إن ديلي نيوز هي المكان اللي اتعلمت منه كتير، المكان اللي عمره ما حذف من مقالاتي كلمة واحدة لأسباب سياسية، المكان اللي كان بيتمتع بأعلى سقف لحرية التعبير في مصر (هو مكانش فيه سقف فعليا.. ويمكن ده كان سبب نحترم بسببه المستثمرين لعدم تدخلهم السياسي لولا المهانة اللي اتعرضنا ليها على ايديهم بعد كدة)....

عاش نضالنا 

ملحوظة: للتعرف على المستثمرين محل المشكلة يا ريت تطلعوا على تدوينة الزميلة العزيزة ريم عبد اللطيف هنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق